Review: أنا والحبيب

أنا والحبيب أنا والحبيب by عمرو عبد السميع
My rating: 2 of 5 stars

هكذا يبدأ الدكتور عمرو عبدالسميع روايته الجديدة: أنا والحبيب. والرواية كلها عبارة عن تعبير روائي فني جميل عن زمن جمال عبدالناصر. وإهداء الرواية يكتبه عمرو عبدالسميع هكذا:
- إلي زمان مددت يديّ إليه حين داعبني طيفه يلاغيني، فأشاح عني مغادراً، ثم أشار - في غواية - بطرف سبابته كيما أتبعه، فهرولت في أعقابه عبر المسالك الوعرة والخطرة لطفولة وفتوة ورجولة وكهولة ومضت مشاهدها كالبرق تضوي، وتشابكت وقائعها كأغصان غابة عملاقة كثيفة تسد الطريق أمام حزم أشعة الشمس، فلا تنفذ إلا بمقدار.
وحين لاح آمري من بعيد، تسارعت خطاي، وتلاحقت أنفاسي، وخلت أنني - أخيراً -سأمسك به، فلم أدرك سوي طرف ثوبه الذي أفلت من قبضتي الصغيرة، وضحكته الساخرة الفاجرة التي أطاحت معني الإمكان.
والحبيب المقصود في هذا العنوان هو جمال عبدالناصر. وعمرو عبدالسميع لم يكتف بكتابة الرواية ونشرها في دار العين. ولكنه كتب مقالاً نشره في جريدة الأهرام عن جمال عبدالناصر. أعادت جريدة العربي الناصري نشره. والحبيب في هذه الرواية هو عبدالناصر وزمنه وإنجازه التاريخي. والسؤال هو: لماذا لم يحتف عبدالله السناوي برواية عمرو عبدالسميع عن جمال عبدالناصر؟ مثلما احتفي بقصيدة عبدالرحمن الأبنودي عن عبدالناصر؟ وأنا هنا لا أساوي بين شعرية الأبنودي وقدرة عمرو عبدالسميع علي الحكي. ولكني أقول إنني كنت أنتظر من جريدة العربي الناصري حفاوة أكثر بهذه الرواية. خصوصاً أن الجريدة تخصص صفحة جيدة للأدب. تشرف عليها وفاء حلمي. وأحياناً تكون أكثر من صفحة. وهذا من الأمور النادرة في صحافتنا الحزبية. ومع هذا لم يتم الالتفات لرواية مكتوبة عن زمن عبدالناصر الجميل في وجدان من عاصروا هذه الفترة. وحتي من جاءوا بعدها.
وعموماً فالأخطر غياب الحفاوة النقدية من نقادنا بالكتابات الروائية لعمرو عبدالسميع. ولا أعرف السبب في ذلك. هل هو كسل النقاد؟ أم أن كل ناقد يتصور أن المبدع لابد أن يقوم بتوصيل روايته إليه حيث هو؟ وربما لم يفعل عمرو هذا. أيضاً لا توجد حتي الحفاوة الصحفية بمثل هذه الروايات. بل إن دار النشر التي نشرت «أنا والحبيب» لم تشر في آخر الرواية إلي الروايات السابقة لعمرو. سواء المنشورة بمعرفتها أو غيرها. وثمة أكثر من رواية نشرتها له دور نشر أخري ومكتبة الأسرة. وتحول بعضها لمسلسلات إذاعية وتليفزيونية ناجحة.
لا تتصور أن الرواية عبارة عن خطبة عصماء عن عبدالناصر. بل هي عمل فني متكامل يكتسب شرعيته من كونه رواية فيها كل مفردات الكتابة الروائية. تحيي فن الرواية أولاً وأخيراً. تقدم الرواية كوناً خلقه صاحبه وأسكنه مخلوقاته الجميلة. ويظهر عبدالناصر في الرواية بآثاره التي تركها لدي شعب مصر خلال سنوات حكمه الثماني عشرة.
في روايته الجديدة. يكثر عمرو عبدالسميع من الجمل الاعتراضية. وأيضاً ينحت تعبيرات شخصية. كما يكثر من استشهادات القرآن الكريم والشعر. خيل إليَّ عند قراءة الرواية أن هذه الأشعار من تأليفه. الرواية عبارة عن فصلين. وكل فصل عنوانه شطرة من بيت شعري من قصيدة. قالها أحمد شوقي كمعارضة لقصيدة من الشعر الأندلسي. الفصل الأول عنوانه:
- يستهوي الورق تأوهه.
أما الفصل الثاني من الرواية فعنوانه:
- ويذيب الصخر تنهده.
وفي هذه الرواية كل مفردات عمرو في الكتابة الروائية. السخرية والكتابة الحية النابضة. والأبطال - أو الذين ليسوا أبطالاً - الذين يخرجون من الصفحات كأنهم بشر نعرفهم

View all my reviews

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة