
My rating: 4 of 5 stars
لاتعتقد ان اوربا جنه الديمقراطيه هي المكان الاكثر عنصريه في العالم
ظهور مشكله الاقليات تعود الي التمييز العنصرى والعرقي ولولا العنصريه لما ظهرت الاقليات وذلك بسبب عمليات الإقصاء العنصري والعرقي، فضلا عن قضايا التمييز والتهميش التي تنطوي علي الحرمان من الوصول إلى الفرص والاستحقاقات الاجتماعية، كفرص العمل والتعليم والسكن والصحة والرفاهية والعدالة. وفي هذا الفصل، وبعد أن نأخذ الفكر التمييزي بعين الاعتبار، سنقوم بفحص الأنماط العامة للتمييز العنصري والعرقي في جميع أنحاء أوروبا مع دراسة مفصلة لقضية واحدة بعينها، ألا وهي قضية الإسكان. وقد تم اختيار هذا المجال لأنه يوضح أشكالا يومية متعددة من عدم المساواة. وتُسلط الأدلة الواردة بشأن الإسكان في المجتمعات الأوروبية الضوء على خطورة الظروف المعيشية التي يعاني منها غجر الروما. ويقدر عدد الروما بحوالي 10 ملايين نسمة، وهم بذلك أحد أكثر الفئات المُهمشة في أوروبا، ومن ثم فسيلقي هذا الفصل قدرا وافرا من الضوء على هذه الإشكالية من أجل توضيح الطرق التي تتم من خلالها عمليات الاستبعاد والتمييز. ويسعى القوام الاجتماعي والسياسي لهوية غجر الروما ـ الذي تم تناوله في الفصل الثاني ـ إلى إرساء قواسم مشتركة في تجارب العديد من جماعات الروما، مثل الجيبسي Gypsy ، والتسيجانTsigane ، وما يرتبط بهما من مجموعات فرعية مثل السنتوSinto ، والبوياشBoyash والكالديراش Kalderash . (Vermeesch 2006).
موضوع خدمات السكن شكل من اشكال التمييز العنصرى
تتفاوت المؤشرات عن ظروف السكن تفاوتا كبيرا في جميع أنحاء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي توجد جنبا إلى جنب مع اختلافات واسعة في عمق البيانات والأدلة، وتقدم تحليلا مقارنا للمشاكل. وهناك أيضا تنوع فيما بين مجموعة الأقلية العرقية في استراتيجيات الحيازة، ومخططات الأسر وظروفهم المعيشية. حيث تعاني هذه الأسر بشكل عام من أعلى درجات التشرد، وظروف سكن سيئة، وأحياء سكنية فقيرة (مثل مدن الصفيح) والتعرض لانعدام الأمان بصورة كبيرة نسبيا في حالتهم الإسكانية. وتتعدد مشاكل الإسكان بدرجة خطيرة فتشمل عدم الوصول إلى المرافق الأساسية مثل مياه الشرب ودورات المياه، ومستويات أعلى من الاكتظاظ والتكدس مقارنة بالأسر الأخرى، والاستغلال من خلال رفع الإيجارات وأسعار الشراء. وتواجه جماعات غجر الروما، والرحل، والجيبسي Gypsies والسينتي Sinti صعوبات في تأمين السكن الأساسي الملائم في كافة أرجاء دول الاتحاد الأوروبي.
وفي فرنسا، يستمر سوء الأوضاع السكنية والذى ينطوي على الجمع بين الزحام الشديد، والنوعية الرديئة وقِدم وتدهور السكن. وتواجه الأسر الجزائرية، والمغربية، والتونسية، والتركية أشد مستويات الاكتظاظ وأقل فرص الوصول إلى المرافق الأساسية مثل دورات المياه.
وفي فنلندا، تتسم ظروف السكن بالنسبة لغجر الروما بالسوء، حيث يعيش 20% منهم في ظروف غير ملائمة. وفي هولندا، تتركز مجموعات الأقليات العرقية في المناطق الريفية، بشكل خاص في أربع مدن كبيرة (تأتى المجموعات الرئيسية من سورينام، المغرب ، تركيا ومن جزر الأنتيل وخاصة من جزر أروبا Aruba). وتتركز معظم هذه الأسر في شقق ذات مستويات اكتظاظ أعلى من الهولنديين، ويعيشون في مساكن أقل جودة.
وعادة ما تعيش الأقليات العرقية في حي منعدم الجمال أو الجاذبية، مع أقل قدرة على الوصول إلى المرافق الأساسية بما في ذلك المياه، دورات المياه، وفي ظروف سكنية غير آمنة مثل إبرام عقود إيجار من الباطن أو عقود إيجار لمدة محددة. وفي السويد، يتركز الأفارقة والوافدون من غرب آسيا (الإيرانيون على وجه الخصوص) في مساكن مستأجرة قليلة الجودة، ومجمعات سكنية (بلوكات) غير مرغوب فيها.
وفي المملكة المتحدة، تعتبر أسر الأقليات العرقية الأعلى تمثيلا بين المشردين، كما يواجه الغجر والرحل نزاعات من أجل الحصول على سكن أو مواقع إقامه مؤقتة.
وقد خضعت كافة مجموعات الأقليات العرقية بشكل متفاوت لعداء عنصري، كما هو الحال في العديد من الدول الأوربية. ففي أيرلندا، تبدو جماعات الرحل معرضة بشكل خاص للمعاناة في سوق الإسكان. ففي عام 2002، كانت هناك عائلة من كل 5 عائلات من الرحل يعيشون فى أوضاع لا تتوفر فيها المياه أو بقية المرافق(Harrison et al. 2006 ). وتعد ظروف شدة الحرمان والإجحاف التي تعيش فيها الأقليات العرقية في بعض البلدان أمراً مثيراً للصدمة ويقدم صورة قاتمة للغاية حقا. ففي أسبانيا، على سبيل المثال، تعد ظروف الإسكان للمهاجرن المغاربة في إقليم “أندلسية” غاية في الفقر حيث يعانى 75% من المهاجرين من عدم وجود مياه ساخنة، و57% منهم يعيشون في مساكن ذات رطوبة عالية وغير صحية. و45% ليس لديهم مطبخ، و 40% ليس لديهم مياه جارية. وفي هذه الأثناء، يتركز الغجر في مدن الصفيح بنسبة 30% من الأسر التي تعيش في مساكن أقل من المستوى العادي، والتي تفاقمت بسبب سوء المرافق، والاكتظاط وفقر البيئات المحلية.
الأكثر إثارة للدهشة نجده في اليونان، حيث توصف ظروف الإسكان التي يعيش فيها الغجر باعتبارها “حالة طوارئ إنسانية” يعانى الناس فيها من عدم الوصول إلى خدمات الصرف الصحي، والافتقار إلى وسائل التخلص من النفايات ونقص فى المياه والكهرباء، والتمييز المباشر وغير المباشر من قِبل ملاك العقارات.
وعلاوة على ذلك، كثيرا ما تم الإبلاغ عن تعرض مخيمات الغجر للطرد القسري ومداهمات الشرطة. وهناك ظروف سكنية سيئة للأقلية المسلمة في تراقيا (اليونان)، في حين لوحظت مستويات عالية من التشرد في أوساط المهاجرين وطالبي اللجوء، مع أعداد كبيرة من الغجر الرحل وطالبى اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين الذين يعيشون في بيئات الأراضي المستولى عليها من مختلف الأنواع. وفي سالونيك في اليونان، تم تصنيف 80% من المهاجرين الألبان كمشردين، جنباً إلى جنب مع الآخرين الذين يعيشون في مساكن ذات نوعية رديئة دون وجود الحد الأدنى من المرافق. كما تم تسجل العديد من الأوضاع المعيشية غير المقبولة في مراكز استقبال اللاجئين، مع زحام واكتظاظ مفرط وضعف المرافق الأساسية. وفي إيطاليا، أجمعت الجهات الفاعلة الرئيسية على أن المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء السياسي يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين الإقامة وتمييز من قبل موفري الإسكان العام منخفض الإيجار.
ويعد التشرد والمستويات العالية من الاكتظاظ بمثابة الملامح الأساسية للتاريخ الإسكاني “للمهاجرين، فقد وجد أن 41 % من الذين ليس لهم مسكن ثابت هم من “الأجانب”. وهذا يشمل أولئك الذين يستخدمون المستودعات الصناعية المهجورة، والمنشآت السكنية القديمة التي وضعت على قائمة الهدم، والمستودعات الخالية، والمخيمات. وقد تم تحديد 19 مستوطنة غير مصرح بها في ميلانو، يسكنها الغجر، والمغاربة، والألبان، وغجر الروما.
ولدى جميع أجزاء إيطاليا تقريبا قوانين تكفل مخيمات غجر الجيبسي والسينتي، والتي غالبا ما تكون في المناطق الصناعية، وتعانى من الاكتظاظ بشكل مفرط مع ضعف الوصول إلى المرافق الأساسية العامة، وتتعرض لحملات الطرد العنصرية. وعلى مستوى الدول الأوربية نجد أن 27% من واضعي اليد من المناطق السكنية السابقة هم من المهاجرين المصرح لهم مع وظائف ثابتة، مع وضع أيديهم على هذه المناطق نتيجة العوائق التي تحول دون الحصول على مساكن مستأجرة، بما في ذلك ارتفاع الإيجارات، والتمييز في الأسعار والتمييز المباشر وغير المباشر من قبل ملاك العقارات، ويعيش 73% من العينة من المهاجرين الشرعيين في ظروف مزدحمة ومكتظة.
وفيما يتعلق بجودة السكن، ناقشت إحدى الدراسات الإيطالية مدى توافر المرافق مثل المطبخ، ودورات المياه، ومياه الشرب والمرافق الأخرى، وكانت النتيجة أن أكثر من 15% لم يكن لديهم مياه شرب أو أنظمة تدفئة في أماكن إقامتهم. وفي بعض الأحيان نجد تفاوتاً كبيراً في أنماط حيازة المساكن وظروف الأقليات.
ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، تعتبر مجتمعات الجاليات المسلمة (والتى تشمل مسلمين من باكستان وبنجلاديش) الأكثر عرضة بين الأقليات الأخرى للإزدحام والاكتظاظ وأقل حظا في أن يكونوا من أصحاب المنازل. بل من المرجح أيضا أنهم يعيشون في ظروف سكنية سيئة من حيث عدم الصلاحية لدرجة متردية وخطيرة.
وفي البرتغال، أخذت أنماط مختلفة في الظهور بالنسبة للمجموعات العرقية المختلفة. فقد اتجه المهاجرون الأفارقة إلى بناء منازلهم الخاصة، مع انتشار المساكن العشوائية والأحياء الفقيرة في ظل ارتفاع طفيف في معدلات التشرد، على عكس المهاجرين الأحدث في أوروبا الشرقية الذين يميلون لأن يكونوا بلا مأوى أو في أشكال إقامة مؤقتة، مثل الحاويات المهجورة التى تفتقر لأية وسائل للراحة أو النظافة.
وقد أشارت دراسات حديثة إلى تحسن الظروف السكنية بالنسبة لهؤلاء الذين تم إعادة توطينهم، وتم نقلهم على سبيل المثال من مدن الصفيح الكبرى في ضواحي لشبونة حيث يعد الاكتظاظ وعدم إمكانية الحصول على المياه والكهرباء هي الخصائص الرئيسية. وفى أسبانيا، وجد أن 31% من الغجر يعيشون في ظروف إسكان سيئة وغير آمنة، وترتفع تلك النسبة إلى 94% في بعض المناطق.
View all my reviews
تعليقات
إرسال تعليق