الفردوس على الناصية الأخرىالفردوس على الناصية الأخرى by Mario Vargas Llosa
My rating: 3 of 5 stars

فلورا تريستان: كاتبة ومناضلة وناشطة اجتماعية لم ترض بالواقع السيئ الذي يظلم المرأة والطبقات الكادحة، وتمردت علي مؤسسة الزواج التي شعرت أنها تضطهدها وتستنفذ قواها، وسعت لعمل حركة تناصر العمال والمرأة وتؤكد علي فكرة المساواة بين البشر، وماتت في سن صغيرة واشتعلت شهرتها بعد وفاتها ووجدت التقدير.

بول غوغان: حفيد “فلورا”، الذي سعي أيضا للتمرد علي حياته لكنه اتجه لطريق آخر وهو العيش مع البدائيين أو مع شعوب لم تعرف الحضارة الغربية وتشابكاتها وعقدها، وقواعدها المتعنتة، فترك وظيفته التي كانت تدر عليه ربحا وفيرا وترك أسرته وسعي وراء حلم أن يصبح رساما. وعاش مع شعب بدائي واندمج تماما في حياته.


الفردوس في خيال كل منا..

تعتمد الرواية علي فكرة البحث عن الفردوس، “فلورا” تبحث عن الفردوس في تأسيس وإرساء فكرة المساواة الإنسانية وتوعية العمال بمصالحهم الأساسية، وبتوحدهم علي تلك الأفكار السامية ومطالبتهم بحقوقهم وإنهاء الفوارق الطبقية الوحشية والانتصار لإنسانية الإنسان، هذا هو فردوسها الخاص الذي سعت إليه رغم اعتلال صحتها حتى ماتت جراء الجهد الكبير مع صحة ضعيفة.

“غوغان” كان فردوسه في رؤية أخري، وهو الاقتراب من جوهر الإنسان الحقيقي بعيدا عن سطحية الغرب وتعقيدات حضارتهم وقواعدهم التي كبلت وقيدت حرية الإنسان وإنسانيته، فهو قد شعر بهذا القيود تكبل روحه فبحث عن الحرية مع أولئك الذين لم يتلوثوا بما يسميه الغرب الحضارة، وإنما ظلوا علي فطرتهم الإنسانية الجميلة والطازجة. مازالوا يحتفظون بكل ذلك الجمال والسحر المرتبط بالطبيعة الإنسانية، فعاش حياة خالية من أية قواعد وعقد فرضها الغربيون وحاولوا تطبيقها علي باقي الشعوب.

قسوة حياة المرأة ..

رصدت الرواية من خلال حياة “فلورا” في بداية القرن التاسع عشر كيف كانت حياة المرأة قاسية ومجحفة حيث لا حق لها في طلب الطلاق من زوجها، حتى إذا كانت لا تحبه ولا تريد العيش معه، كما كانت تحرم من أطفالها إذا شعر المجتمع الذكوري الظالم آنذاك في فرنسا وباقي دول الغرب أنها خالفت قواعد المجتمع وعاداته وتقاليده.

كما رصدت بدقة وتفاصيل كثيرة كيف يعيش العمال في هذا الزمن وفي بعض البلدان الذي ذهبت إليها “فلورا” حياة لا إنسانية قاسية وظالمة، كما نوهت إلي الظلم الذي كان يقع علي العبيد الذين يجلبهم الرجل الأبيض من إفريقيا وكيف كانت “فلورا” تكره تلك المظاهر للظلم.

جمال لوحات “غوغان”..

من مميزات الرواية الدقة في تصوير لوحات “غوغان” وشرح ملابسات رسم تلك اللوحات، وكيف كان يشعر “غوغان” قبل وأثناء رسمها وكإن الكاتب قد تفرغ تماما لدراسة شخصيتي “فلورا وغوغان” وبعد قراءة لتاريخهم وضع نفسه مكانهم وتصور ما يشعرون به تجاه ما مر في حياتهما.

View all my reviews

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة