
My rating: 3 of 5 stars
تبدأ الرواية بخبر اعتيادي؛ خبر موت والد زوج الراوية، ليتوغّل السرد في عالم الموت ودهاليزه، في الواقع وفي التاريخ، ليكتشف القارئ أن كل شيء يموت في النهاية وبكل قسوة حتى الحق في الموت عندما تصبح عملية الدفن في مدينة عربية كبيروت تحتاج آلاف الدولارات فأنت لست حرا في أن تموت:
"يقول أحد البيارتة إن تكلفة القبر في الباشورة تصل إلى 15 ألف دولار. هناك يحفرون ليدفنوا الميت الجديد في كل عائلة فوق جثث أقاربه. ينتظرون تحلل الجثة الذي يستغرق عامين قبل أن يضيفوا إلى الحفرة ميتا آخر".
إن المدينة العربية ليست آمنة حتى للأموات، فحرمتهم هي الأخرى منتهكة وليس هناك شيء اسمه "الراحة الأبدية" في مدن تُفتح قبورها ليستقبل الميت السابق عنوة ميتا لاحقا قد يكون عدوا حميما.
تقول الراوية: "في مدينة مثل بيروت، على المرء التروّي قبل اتخاذ قرار الموت، أما الضيعة، فالأمر أسهل. الأرض أسرع استقبالا للجثث، كما أن التربة أشهى".
لقد مثل الإجهاض والأمومة الصعبة، في الرواية، جزءا من معاناة المرأة اللبنانية وهو جزء من تروما الحرب والموت أيضا وكأن بالراوية تخشى على أجنتها من أن يخرجوا إلى العالم فتأكلهم الحرب، فالحرب في لبنان لم تتوقف أبدا، وميلاد بيروت من جديد ظل يجهض كل مرة.
View all my reviews
تعليقات
إرسال تعليق